للأصْداف أغطية خارجية صلبة توجد لدى العديد من الحيوانات والنباتات مثل الكَرْكَنْد (جراد البحر) وبلح البحر والمحار والروبيان والقواقع والسلاحف المائية، كما تكسو بذور وجوزات جوز الهند والخوخ والجوز وغيرها من النباتات.
وتنمو معظم الأصداف في الجزء الخارجي من الحيوان أو النبات، وتمثل كسوة من الدروع تحمي الجسم الذي تغطيه. وينمو بعضها داخل الجسم كما في حالة الصبيد وأنواع عديدة من الحبّار. وتسمى تلك الأصداف في حالة الصبيد عظم الصبيد وفي حالة الحبار الأقلام، وهي عمومًا دعامات لأجسام تلك الحيوانات.
وبعض الأصداف ذات أشكال جميلة وألوان براقة، وبعضها عادي وغير ملون. تُعَدُّ أصداف قواقع البحر الزجاجية التي توجد في أماكن عديدة من العالم من أصغر الأصداف حجمًا، حيث لا يزيد حجم أصداف بعضها عن حجم حبة الرمل. أما أكبر الأصداف حجمًا فهي صدفة حيوان السُّمان الصدفي الضخم أو البطلينوس العملاق الذي يعيش في مناطق جنوبي المحيطين الهادئ والهندي، حيث يصل طولها إلى أكثر من متر وتزن 230 كجم.
تبدأ بعض الحيوانات حياتها داخل قشرة البيضة التي قد تكون رقيقة وهشة، كما في بيض الطيور، أو سميكة وجلدية، كما في بيض التماسيح والأفاعي وكثير من الزواحف، أو مطاطية قوية كما في بيض حيواني البلاتيبوس و قنفـذ النمل الثديّين البدائيين البيّاضَيْن.
يمضي كثير من الحيوانات الأخرى كل حياته داخل أصداف هي عبارة عن أجزاء مهمة من أجسام تلك الحيوانات، فأصداف السمك الصدفي والمحار هي في واقع الأمر هياكل تلك الحيوانات، أما أصداف السلاحف المائية والبرية فتشتمل على أجزاء من عمودها الفقري وأضلاعها.
يمارس كثير من الناس هواية جمع الأصداف، وتنتمي غالبية الأصداف التي يجمعها الناس إلى رتبة الرخويات، وهي مجموعة من الحيوانات اللافقارية التي تحتوي على السمك الصدفي ومحارات الأذن والقبقب والمحار والقواقع.
كيف تتكون الأصداف:
تحتوي الرخويات على حوالي 100,000 نوع معروف، لكل نوع منها صدفة ذات تصميم وشكل خاص، ولكن كل تلك الأصداف تتكون بطريقة واحدة سواء في الرخويات التي تعيش في المحيطات أو التي تعيش في المياه العذبة أو البرية.
تتكون معظم الأصداف من ثلاث طبقات: الطبقة الموشورية (الطبقة الخارجية) والطبقة الصُفَاحية (الطبقة الوسطى) وطبقة عرق اللؤلؤ (الطبقة الداخلية). تحتوي كل طبقة من هذه الطبقات على نوعية معينة من كربونات الكالسيوم، وهي نوع من الكلس أو الجير يوجد أيضًا في الرخام وأنواع أخرى من الصخور.وفي معظم الأصداف تعطي المعادن الموجودة في هذه الطبقات الصدفة قوتها ومتانتها. تتكون المعادن الموجودة في الطبقة الخارجية من جسيمات صغيرة تعرف بالموشورات، أما في الطبقة الداخلية فهي مادة لامعة تعرف باللؤلؤية أو أم اللآلئ. ليست كل لؤلؤيات الأصداف لامعة، بل هنالك ما هو باهت اللون تمامًا مثل أصداف الكَوْكل وأصداف الأسِقَلَوب أو المحار المروحي.
يحتوي الطعام الذي تلتهمه الرخويات على المعادن التي تُكون الأصداف وتُكسبها ألوانها المميزة، حيث يحمل الدم تلك المعادن إلى بطانة الصدفة شبه الجلدية التي تعرف باسم الرداء حيث توجد هنالك غُدد خاصة تفرز المواد السائلة التي تُكَوِّن الصدفة، وهنالك أيضًا غدد أخرى تفرز مواد مُصَلِّبة تجعل تلك المواد السائلة تتصلب بسرعة لتصير الصدفة بصورتها الشديدة الصلابة، بالإضافة إلى غدد أخرى أيضًا تضفي على الصدفة لونها المميز الذي يعتمد على عاملين أساسيين هما: 1- إضافة اللون بصورة متوالية 2- عدد مصادر إضافة الألوان في بطانة الصدفة شبه الجلدية. فإذا تمت إضافة اللون بصورة متوالية من مصدر واحد فقط، صار للصدفة شريط لوني واحد. أما إذا أُضيف اللون بصورة متوالية أيضًا لكل من أربعة مواقع مثلاً، صار للصدفة أربعة أشرطة لونية، أما إذا أضيف اللون بصورة متقطعة، نجم عن ذلك تَكَوُّن بقع أو أعمدة لونية على الصدفة.
معظم أنواع الرخويات يضيف مواد جديدة لأصدافه طيلة عمره، وكلما ازداد الحيوان نموًا كبرت صدفته. تتكون أصداف كل من المحار الملزمي والقواقع وهي لا تزال داخل البيض، وبعد فقسها تنمو أجسامها بسرعة كبيرة. يبلغ طول القواقع البحرية عند فقسها من البيض ثلاثة مليمترات فقط، ولكن قد يبلغ طولها 13 - 15 سم في ستة أشهر، كما يستمر نمو معظم أنواع القواقع البحرية والسمك الصدفي حوالي ستة أعوام.
تقسيم الأصداف:
يمكن تقسيم أصداف الرخويات إلى خمس مجموعات رئيسية، لكل منها اسم عام واسم علمي كالآتي: 1- أحادية المصراع أو بطنية الأرجل 2- ثنائية المصراع أو بُليْطية الأرجل 3- الأصداف السنية أو زورقية الأرجل 4- الأخطبوطات والحبارات أو راسية الأرجل 5- الخياتين أو عديدات الصفائح. توجد أيضًا مجموعة سادسة تسمى وحيدة الصفيحة وهي نادرة الوجود، وقد جمع العلماء المختصون أصدافها كأحافير من أعماق المحيطين الهندي والهادئ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق